languageFrançais

فسقيات الأغالبة: معلم تاريخي يُعاني الإهمال وينتظر استرجاع بريقه

This browser does not support the video element.

تعيش فسقيات الأغالبة بالقيروان حالة من الإهمال والتهميش منذ عدّة سنوات، في ظلّ غياب الصيانة والترميم، حيث تتكاثر الأكياس والقوارير البلاستيكية والفضلات داخل المياه الراكدة مع انبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن الأعشاب الطفيلية بمحيط الفسقيات، وهو ما تسبّب في تحوّل هذا المعلم التاريخي والحضاري من مزار إلى مرعى للحيوانات.

وتعتبر فسقيات الأغالبة أهم معلم مائي في تاريخ العالم الإسلامي، حيث شيّدت في أواسط القرن التاسع ميلادي على امتداد عامين بالكامل ما بين 860 و862م وذلك أثناء حكم الأغالبة وبالتحديد في عهد أبي إبراهيم بن الأغلب.

وسبق أن زار العديد من السياسين خاصّة بعد الثورة فسقيات الأغالبة، أثناء فترات الحملات الانتخابية، وأطلقوا وعودا تتمحور أساسا حول إنقاذ هذا المعلم وتحويله إلى فضاء ترفيهي ثقافي وبناء مركز للفنون الدرامية والركحية ومسرح للهواء الطلق داخل فضاء الفسقيات نظرا لكبر مساحتها التي تفوق 15 هكتارا، إلاّ أنّ هذه الوعود بقيت مجرد برامج دون تنفيذ.

رئيس الجمهورية يأذن بترميم المعلم تحت إشراف الهندسة العسكرية

وقال رئيس الجمهورية قيس سعيّد إثر زيارته خلال شهر فيفري 2021 إلى مدينة منزل المهيري من ولاية القيروان "لو كان الأغالبة على قيد الحياه لبنوا فسقيات جديدة ونحن لازلنا في إعداد الدراسات"، وذلك في إشارة لتعطل عدة مشاريع بالجهة من بينها تهيئة الفسقية.

وبعد أكثر من ثلاثة سنوات من زيارته لمنزل المهيري، اطّلع رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأسبوع الفارط خلال زيارته غير المعلنة إلى ولاية القيروان على وضعية الفسقيات، وانتقد تأخّر انطلاق الإنجاز وطول الدراسات وأكّد أنّ هناك إهمال للمال العام ثمّ أذن بترميم هذا المعلم وذلك تحت إشراف الهندسة العسكرية.

خليفة القاسمي